صناعة “الألماس” كانت واحدة من القطاعات التي تأثرت بشكل نسبي بهذه الأوضاع، سواء خلال فترة إغلاقات كورونا وما تلاها بعد فتح الاقتصادات وعودة السفر، وما صاحب ذلك من تغيرات بالأولويات الاستهلاكية للأفراد، خاصة فيما يتعلق بالسلع الفاخرة.
وفي هذا السياق، ذكر تقرير لشبكة بلومبيرغ، أن سعر أحد أشهر أنواع الألماس الخام في العالم سجل انخفاضاً جديداً، مع تزايد عدد الأميركيين الذين يختارون خواتم الخطبة المصنوعة من الأحجار المستنبتة في المختبر (أو ما يطلق عليه أحياناً الألماس الصناعي) بدلاً من ذلك.
اضطرت شركة De Beers (وهي شركة متعددة الجنسيات لها الريادة في مجال التعدين وتستحوذ على سوق الألماس عالمياً) إلى خفض الأسعار بقوة لأحد منتجاتها القياسية.
ونقل التقرير عن تجار قولهم إن الشركة عادة ما تحتفظ بتخفيضات كبيرة كملاذ أخير، كما أن حجم الانخفاض الأخير في الأسعار لمنتج قياسي غير مسبوق “خارج نطاق انهيار فقاعة المضاربة” التي تشهدها الأسواق.
اتجاهات أسعار الألماس
من جانبه، فإن الاستاذ بكلية كويستروم للأعمال بجامعة بوسطن، جاي زاجورسكي، شارك مع موقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” رسماً بياناً يُظهر مؤشر تحرك أسعار الألماس، والذي يتتبع أسعار الألماس الخام المستوردة إلى الولايات المتحدة الأميركية، من مراكز القطع الرئيسية في بلجيكا والهند وبلدان أخرى.
وتبعاً للرسم البياني الذي استند إليه، فإنه لفت إلى أن “أسعار الألماس الخام لا ترتفع دائماً، وذلك على عكس ما ترغب صناعة المجوهرات في إقناع عديد من المستهلكين به”.
ويختلف التحرك الذي شهدته أسعار الألماس “الخام” سواء هبوطاً أو صعوداً، مع التحرك بأسواق صناعة المجوهرات بشكل أساسي.
وأشار إلى أن أسعار الألماس المقطوع الخام، والتي تمثل غالباً التكلفة الرئيسية في صناعة المجوهرات، “انخفضت” خلال العقد الذي يمتد من العام 2010 إلى العام 2020.
وأضاف: في الوقت الحالي، جاءت زيادة أسعار الألماس بنسبة تقدر بحوالي 12 بالمئة فقط عن مستوياتها في العام 2007، موضحاً أن هذا الارتفاع بنسبة نصف نقطة في العام ليس كبيراً جداً مقارنة بالتضخم أو الاستثمارات البديلة مثل الأسهم.
ضعف الطلب
ويشار في هذا السياق أيضاً إلى ما ذكره تقرير شبكة بلومبيرغ، بشأن:
إلا أن هذا التحول لا يعني أن خواتم الخطبة على وشك أن تشهد تخفيضات كبيرة، ذلك بالنظر إلى أن التأثير يقتصر فقط على سوق الألماس الخام، وهو عالم غامض من عمال المناجم والتجار، والذي يبعد عدة خطوات عن علامات الأسعار في متاجر المجوهرات.
وأشار التقرير إلى أن حجم وسرعة انهيار أسعار أحد أهم منتجات صناعة الألماس قد ترك السوق تترنح. والسؤال الآن هو ما إذا كان انخفاض الطلب على الألماس الطبيعي في هذه الفئة يمثل تغييراً دائماً، وما إذا كانت القفزات التي حققتها الأحجار الكريمة المستنبتة في المختبر ستمتد في نهاية المطاف إلى الألماس الأكثر تكلفة الذي تهيمن عليه عادة المشتريات الآسيوية؟
الأسعار على المدى الطويل
وبالعودة إلى تصريحات الاستاذ بكلية كويستروم للأعمال بجامعة بوسطن، فإنه قدم في هذا السياق توقعاً بناءً على التطورات الحالية في صناعة الألماس، مشيراً إلى أنه من المرجح أن يستمر الاتجاه الهبوطي لأسعار الألماس الطبيعي على المدى الطويل، لا سيما مع تزايد صعوبة التمييز بين الألماس الطبيعي والألماس المستنبت في المختبر.
ويتوقع أن تكون أسعار الألماس الطبيعي في المستقبل على مستوى مشابه تقريباً لمستوياتها الحالية بعد مرور عقدين أو اثنين من الزمن.
ولطالما كان يُنظر إلى الألماس المستنبت في المختبر – وهو أحجار متطابقة فيزيائياً يمكن تصنيعها في المختبر في غضون أسابيع- على أنه تهديد وجودي لصناعة التعدين الطبيعية، حيث يقول المؤيدون إنه يمكن أن يقدم بديلاً أرخص دون الكثير من المخاطر البيئية أو الاجتماعية، وهي الجوانب السلبية المرتبطة أحيانًا بالألماس المستخرج.
وطيلة معظم العقد الماضي، ظلت تلك التهديدات غير محققة على أرض الواقع (..) لكن هذا الوضع يتغير الآن، حيث بدأت المنتجات المصنعة في المختبر في الحصول على حصة أكبر بكثير من سوق حفلات الزفاف الأميركية المهمة.
أسواق السلع والخدمات الفاخرة
من جانبه، يشير مدير كلية تيد روجرز لإدارة بجامعة رايرسون، فريدريك ديمانش، إن “قيمة الألماس ارتفعت خلال فترة وباء كورونا (نتيجة عوامل إقبال الناس على الشراء من المنزل أثناء فترة الحظر)، ولكن الآن يبدو أنها استقرت، بل وانخفضت القيمة في الأشهر الماضية”.
ويضيف في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”: ومع ذلك، لا تزال إيرادات أسواق السلغ الفاخرة بشكل عام مرتفعة، وتظل التوقعات إيجابية في هذا الصدد.
وعن أسواق الخدمات الفاخرة كذلك، يوضح مدير كلية تيد روجرز لإدارة بجامعة رايرسون الكندية، أن “مبيعات الخدمات الفاخرة (مثل الضيافة الفاخرة) خلال العام الجاري 2023 شهدت نمواً، طبقاً لما تُظهره متوسطات الأسعار اليومية والإيرادات، بحسب STR (المختصة ببيانات السياحة والسفر)”.